في إحدي ليالي الشتاء الباردة وبالتحديد في يوم 28/2/1946 في عزبة الروك والعرب بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وقف المهندس محمد فتحي عباس العائد من باريس بعد أن حصل علي شهادته من جامعة نانس الفرنسية ليصبح خبيرا في الزراعة ويصل في نهاية مسيرته الوظيفية إلي منصب مدير عام الشئون الزراعية بمحافظة الدقهلية.. وقف الرجل علي أطراف أصابعه فزوجته علي وشك وضع مولودها الأول والتف حوله كل أفراد الأسرة بل كل أبناء القرية البعض يتمني الولد والبعض الآخر يتمني بنتا وهو لا يتمني سوي أن تقوم زوجته بالسلامة وما هي إلا دقائق وتعالت أصوات الزغاريد فقد جاءت البنت شادية وبعدها بـ10 دقائق جاء الولد ممدوح لتعم الأفراح في القرية كلها وترك الرجل كل ذلك ودخل إلي زوجته وأم أولاده فقبلها ودعا معها لأولاده بالصحة والستر وحب الناس والرزق الحلال ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة في ذلك الوقت فقد جاء مع مقدمهم الخير كله للأسرة وللولد الذي كبر وأصبح فتي يانعا انتقل مع الأسرة إلي القاهرة ليتم دراسته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويشق طريقه بنجاح في شركة النصر للاستيراد والتصدير ويتولي منصبا مهما يحلم به أي شاب في مصر ولكنه وبغرابة شديدة يقرر ترك الشركة والاتجاه إلي العمل الحر وسط دهشة كل الأصدقاء والأقارب ولكنه يصمم علي قراره فيبدأ صغيرا في عالم الحفر للتنقيب عن البترول وتضحك له الدنيا فينجح في التعاقد مع بعض الشركات وتزيد الأعمال وتكبر شركات الرجل ويظل كما هو ممدوح عباس خفيف الظل صاحب الوجه المبتسم دائما سريع البديهة عاشق نادي الزمالك فهو وعلي غير عادة معظم أبناء الدقهلية والتي يشجع معظم أبنائها النادي الأهلي ولد عاشقا لنادي الزمالك حتي أنه كان يترك عمله ليذهب خلف الزمالك في كل المحافظات بل إنه أحيانا كثيرة ما كان يجلس علي دكة البدلاء في المباريات الرسمية واشتهر الرجل بعشقه اللامحدود للزمالك واشتهر بسخائه الدائم في دعم النادي وفريق الكرة وبعض اللاعبين وظلت هوايته الوحيدة هي تشجيع الزمالك في أي مكان فهو علي حد قوله ليست له هوايات سوي السفر للخارج بصحبة أسرته ومشاهدة الزمالك في أي زمان ومكان والذي يسعده هو فوز الزمالك وتحقيق الانتصارات وهو أيضا علي حد قوله درويش من دراويش الزمالك ويقول بكل فخر إن أمه كانت تضع البخور فوق التليفزيون أثناء لقاءات الزمالك تيمنا وتبركا وذلك حتي يفوز النادي الذي يعشقه ابنها وبالتالي ينام ليلته سعيدا هانئا ولم يكن عباس يفكر يوما في تولي منصب داخل الزمالك فهو يري أن مساندته من الخارج أفضل بكثير من تولي المناصب الإدارية ورغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه إلا أنه رفضها بإصرار وظل محبا للزمالك يدفع ما يطلب منه ليسعد بفوزه وفي أية بطولة يسافر مع الفريق ليحفزه ويعاونه في الفوز بالبطولات ويعرض خدمات علي الإدارات المتعاقبة لإصلاح حال النادي الذي يعشقه ولكنه ظل يتذكر واقعة غريبة حدثت له عام 1956 عندما خسر الزمالك إحدي المباريات المهمة فظل يبكي تأثرا فربتت أمه علي كتفه قائلة لا تحزن إن شاء الله سيصبح أحسن نادي في مصر عندما تتولي رئاسته ورغم أنه لم يكن قد اكمل العاشرة من عمره إلا أن هذه الكلمات ظلت ترن في أذنه لفترة طويلة غير مصدقها لأنها ليست من أولوياته فهو عاشق من المدرجات ولكن يبدو أن القدر أراد أن تتحقق نبوءة الأم فقد قرر الرجل أن يخوض انتخابات الرئاسة بعد أن تدهور حال النادي وساءت نتائجه بل إن منشآته دمرت بالكامل وهرب الأعضاء منه ووجد إصرارا من أعضاء النادي علي دخوله هذه الانتخابات ولأن الرجل عاشق لنادي الزمالك لم يتأخر في تلبية النداء ورشح نفسه ليعاني ويقاسي الأمرين من اتهامات وبذاءات وسب وقذف ولا لشيء إلا لأنه فقط أراد أن يعيد للزمالك وجهه الجميل فاستمر الرجل في مسيرته لا يخشي ولا يخاف بل اتسم بالشجاعة والصراحة والوضوح فالتف حوله الجميع يناصرونه ويؤيدونه ويشجعونه فحقق انتصارا هو الأكبر في تاريخ الزمالك بحصوله علي ما يقرب من 11 ألف صوت وبفارق ألفي صوت عن أقرب منافسيه لتتحقق نبوءة الأم ويصبح ممدوح محمد فتحي عباس رئيسا منتخبا لنادي الزمالك يحمل علي أكتافه آمال وأحلام جماهير الزمالك العريضة في كل مكان ويحمل في قلبه آلام وأوجاع الزملكاوية الذين هربوا من سوء الأوضاع داخل الصرح العريق وها هي اللحظة جاءت ليخدم الزمالك ويعيد له وجهه الجميل الناصع البياض، ولم لا فقد تأسس عام 1911 وهو علي أبواب الاحتفال بالمئوية ليصبح رابع نادي مصري بعد السكة الحديد والأوليمبي والأهلي فهل يكون الاحتفال أبيض ناصعا بلون قلب ممدوح محمد فتحي عباس وأيضا بلون فانلة الزمالك وهل تعود الذكريات الجميلة والوجوه الجميلة للزمالك، من جديد؟ الأمل كبير وإنا لمنتظرون
من اهم صفقات عبـــاس للزمالك
1- اعادة الاعب حازم امام اللى صفوف الفريق
2- اعادة الاعب شيكابالا الى صفوف الفريق
3- شراء الاعب هانى سعيد
4- شراء الاعب اجوجو
وجمهور الزمالك يأمل ف المزيد
