من طرف 
في كل سنة نكبر فيها تمر علينا مراحل من الحياة ونتعلم مشاعر جديدة
بعضها يكون جميلاُ وبعضها يكون غريباً ولكن تبقى صفات مضافة لنا
نستطيع أن نغير بعضها ونتطور نحو الحياة .
ولكن هنالك صفات أساسية مرتبطة بخلقنا كـ بشر وتظل بداخلنا
مثل الحب فـ بالحب ولد أدم عليه السلام وحبه الله عزوجل
وجعله نور للحياة وجعل الملائكة تسجد لخلقه وتسلم عليه .
وبالحب حب أدم عليه السلام ربه عزوجل لأنه من خلقه بل
أن الله عزوجل لم يخلق الجنة بيده الا لأدم وذريته وجعل
البشر يحبون بعضهم البعض فنجد الحب بين الطفل وأمه
والأخ وأخيه و بين الضعيف والقوي والفقير و الغني وتلك
الميزة هي ماتجعل العبد صالحاً والقلب نظيفاً وتعلمنا أحترام
الغير سواء كان كبيراً أو صغيراً ولم يكن الحب متطلبا في الدنيا
فقط بل أنه حتى في الأخرة ينزع الله الغل من الناس لتصفو النفوس
حينما نتكلم عن الحب لا نقصد فقط حب الحبيبين بل نقصد كل عوالم
الحب التي منها ايضا الحب في الله وحب الناس الصالحين وحب الاخيار
وحب الطيبين وحب البشر والمسلمين في كل مكان ولكي نحب الناس
يجب أن نحب الله عزوجل ونحترم غيرنا وأفكارهم وكلماتهم طالما أنه منا
أن من يحبهم الناس غالبا ً يكونون أشخاص طيبين وعلى خلق لدرجه
أن الله اذا أحب عبدأ وضع له القبول ومحبة الناس فلا يحب الله
الظلم والأخلاق السيئة التي تعادي البشر وتضرهم ورغم أننا نخطىء
ونتوب يظل الحب فينا يضعف ويزداد قوة ولكنه لا يخرجنا عن طيبتنا
كلنا قد نتعرض أحيانا لضغوطات تغيرنا وتجعلنا تارة نحقد على صديق
أو على أقربائنا أو على زملائنا ولكن يجب أن نعتذر ونرجع لدائرة الحب
لأن كثرت الحقد أو الحسد أو الغضب تحول القلب أسوداً وتجعله يغتر
ويرى أنه دوماُ على حق وأسوء صفة قد تدخل القلب هي الغرور
فلم يخلد أبليس لعنه الله الا حينما أغتر ورأى أنه الأفضل ولم ينتهي
عهد فرعون إلا حينما تجبر على البشر و رب البشر و أدعى أنه رب
فالطيبة والمحبة والتواضع صفة أفضل الناس بل أنها تقرب العبد
من ربه ومن الناس وتجعله ناحجاً فكلنا من تراب ومن طينة واحدة
لذلك ينبغي دوماً أن نسامح ونغفر فالراحمون يرحمهم الرحمان وأن
الإنسان بطيب خلقه يملك مالا يملكه بعلمه .
ومن الحب أن نحترم غيرنا ونحاول أن نرى الأشياء الإيجابية سواء
كان في كلماتهم أو تعبيرهم أو أفكارهم فهذا يدل على كرم أخلاقنا
وطيب أصالة تربيتنا ومعدننا ومدى تفوق علمنا حينما يكون بتواضع
والكلمة الطيبة سحر لا يملكه الكثيرون لكنه سحر يؤثر بكل من حولنا
لأنها أيضا من الرفق بالناس ولأننا نحب أن نعامل بمثل مانتعامل فيجب
علينا زرع الحب والطيبة كي نحصد الأخلاق الطيبة فقد نجد أشخاص
علمتهم الحياة كثيراً فتجدهم يعيشون لسنوات في مكان بدون مشاكل وأحزان
لأنهم تفهموا أحترام الغير ولأنهم حافظوا على سمعتهم وقد نجد البعض يتعرض
لهم ولكنهم بطيب أخلاقهم أرتفعوا بأنفسهم وعقلهم عن سفاف الأمور لأنه
من أحترام نعمة العقل أن لا تجعله يخوض بكل شيء وأن لا تنزله منازل تضره
بل أنه القراّن الكريم يعلمنا صفات أهل الأخلاق والطيبة أنهم حينما يتعرضون
لهم أناس ليسوا بأخلاقهم ولا ثقافتهم يقولون لهم سلاماً وذلك أختصار لكل شيء
دعوة لهم بالسلام , لم يخلق الإنسان كي يسب جاره ويضر أهله ويهين من حوله
وأن من يتبع تلك السياسة أنما يضر نفسه وعقله وسمعته ويغضب العباد ورب العباد
عليه فالحياة ليست حروب مع البشر بل هي أخلاق وتربية وعلم ,ودائما تتقدم الأخلاق
والطيبة والمحبة على العلم ومن طبيعة الإنسان أن يتغير ولكن يجب عليه مهما كبر أن
يحافظ على محبته وطيبته لكل من حوله حتى يعيش حياة سعيدة أساسها الحب
ويحاول أن يطور أخلاقه إلى صفات جديدة محببة تضاف إليه فالحياة مدرسة
ولكن القلب الطيب يظل نقياً يحافظ على نفسه رغم تحول الحياة ظروفها
هنالك دوماُ الالاف الأسباب كي نكره بعض ونحارب بعض ولكن هنالك
سببا واحداً يجعلنا نكن يدا واحدة ونسامح ونغفر أنه الحب .
