الطفل الخجول.. لا داعي للقلق
يقول علماء النفس: الخجل صفة شخصية طبيعية تظهر في نحو 15% من الأطفال، وكثيراً ما يلاحظ الخجل عند البدء في المشي.
ومن بعض صفات الطفل الخجول: النظر إلى أسفل عندما يتحدَّث إليه الكبار، ويراقب الأطفال عن بعد ولا يختلط بهم، وهو يفضل أن يزوره الآخرون بدلاً من مواجهة بيئة جديدة، وبرغم ذلك قد يختبئ عندما يأتي زائرون إلى منزله وقد يبكي، وفي الأماكن غير المألوفة قد يلتصق بوالديه معظم الوقت، إضافة إلى ذلك فإنَّه يتقبَّل الأشياء بصعوبة.. مثل طعام جديد أو طريق جديد إلى مدرسته.
* صفة وراثية
وجد الباحثون أنَّ صفة الخجل من الصفات الوراثية، وعلى الوالدين اللذين لديهما طفل خجول، البحث في الأسرة عمَّا إذا كان أحد أفرادها - مثل العم أو الخال أو الجد وغيرهم - من الأشخاص الخجولين، وفي حالة تيقنهما من وجود هذه الصفة في أحد أفراد الأسرة فإنَّ ذلك سوف يسهِّل عليهما التعامل مع طفلهما.
* احتياجات الطفل الخجول تقول الدكتورة. سوزان إي جوتليب - استشارية طب الأطفال -: الخجل صفة وليس عيباً، فالطفل لا يختار أن يكون خجولاً، وليس له سيطرة على هذه الصفة، وقد يمارس الوالدان ضغوطاً على هذا الطفل لأنهم يعتبرون الخجل عائقاً فيكون رد فعلهما هو الصراخ في وجهه أو مضايقته أو دفعه إلى خوض المواقف الاجتماعية وهذا ما يشعر الطفل أن والديه خاب أملهما فيه أو أصابهما الغضب وهو ما يفقده ثقتَه بنفسه.
بمساعدة الوالدين يستطيع الطفل الخجول أن يصبح اجتماعياً، فهو في أمَسِّ الحاجة إلى المساندة في المواقف الاجتماعية فالناس والمواقف الجديدة يشكلان مصادر ضغط قوية فعلى الوالدين أن يأخذا في اعتبارهما ضرورة المكث معه في اللقاءات الأولى القليلة لمجموعة اللعب الجديدة عليه، ويمكن تخفيف أثر التكيف مع الحضانة، وإذا تمكن الطفل من مقابلة طفل أو طفلين من زملاء الفصل مسبقاً فإن رؤية وجوه مألوفة في أول يوم قد يحمي الطفل من الارتباك.
من ناحية أخرى فإن مساعدته على الحضور مبكِّراً إلى الأماكن الجديدة يخفف تلك الصفة قليلاً، كأن يحضر إلى نادي الكاراتيه قبل بدء الدرس والتمارين؛ وذلك لتبديد الشعور بالغربة للمكان، وحضورهما كذلك مبارياته؛ لإعطائه الشعور بأنَّهما معه، إضافة إلى مناقشته بشأن المباريات التي شارك فيها، وعن مقترحاته للمباريات القادمة.
ويستطيع الوالدان مساعدة طفلهما الخجول بالتفهم والمساندة والتعاطف وذلك من خلال إبراز مزاياه واستغلالها فإن امتلاك خبرة في أحد المجالات يمكِّن الطفل من التصرف بثقة ولو في ميدان واحد على الأقل. والطفل يسعده الحديث مع قرنائه عن أمر يعرفه جيداً، وبمجرد أن يقيم علاقة أولية مع الأطفال الآخرين لا تلبث العلاقات تزدهر. وقد يمثل له الأطفال الذين يصغرونه في البداية رفقاء لعب أفضل وأقلَّ تحدياً.
ثم إنه يمكن خلق نوع من الاهتمام بهذا الطفل؛ فإحضار كعكة عند زيارة الأقارب والأصدقاء سيولد انتباهاً إيجابياً، وغير ذلك من الأساليب توجد طريقة لعبور تلك اللحظات القليلة الأولى المحرجة، ثم يجد الطفل نفسه يتفاعل مع مَن حوله قبل أن يتيح له الوقتُ الانتقالَ إلى الخجل.
* الجانب الإيجابي
الطفل الخجول عند بلوغه مرحلة النضج سيكون أكثرَ ميلاً إلى التفكير العميق، ومدققاً في اختياراته قبل أن يتخذ أي إجراء. والطفل الخجول مراقب جيِّد للناس والأحوال، وكثير من الأطفال الخجولين يمتلكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين.
وأخيراً، فإن التنوع هو الذي يُضفي على الحياة متعتها، فليس كل شخص يستطيع أن يحيا حياته في مرح صاخب، فللأطفال الهادئين شديدي الملاحظة أدوار مهمة عليهم تأديتها ليكملوا صفوف الصحفيين والعلماء والكتاب في هذه الدنيا.
* حلول يسيرة
من المزعج أن يكون طفلك متشبثاً بقدميك في أثناء تجمع عائلي أو في إحدى الحفلات، في حين الأطفال الآخرون يلعبون ويمرحون، ولكن إذا أخذت الأمر بيُسر فسيتخطَّى طفلك هذه المرحلة بأمان، ويسهل عليه التواصل مع الآخرين والاندماج معهم، وفي هذا الصدد تنصحك الدكتورة (ميري والاس)
- الاستشارية النفسية للأطفال- بما يلي:
** تقبَّلي المرحلة التي يمر بها طفلك حتى يتقبَّلها هو أيضاً، وامنحيه حبك ليشعر بالأمان وبأنه ذو قيمة ويسهل عليه التواصل مع الآخرين.
** لا تجبري طفلك على الحديث مع الآخرين أو الاندماج معهم إذا كان لا يرغب في ذلك، وامنحيه وقتاً حتى يرتاح لهم.
** وفِّري له فرصاً كثيرة ليكون مع أطفال آخرين، ولا سيما المتصفين بالهدوء والمسالمة.
** نظِّمي له مواعيد للعب في منزله إذا كان هو المكان الذي يشعر فيه بالراحة.
** ألحقي طفلك بروضة للأطفال أو ناد، وهذا سيطور مهاراته الاجتماعية.
** أعدِّيه دائماً للمواقف الجديدة من قبل حصولها، كأن تخبريه عمَّن سيكون حاضراً، وماذا سيحدث، وساعديه على التركيز على الجانب الإيجابي للموقف، وناقشي معه ما يريد فعله عندما يصل الضَّيف.
** ربما يحتاج إليك طفلك لتُرِيهِ نموذجاً لطريقة بدء المحادثة، فعندما تتجه طفلةٌ نحو طفلتك يمكنك أن تقولي لها: أهلا بك ومرحباً، ما اسمك؟ ومع مرور الوقت سيخزن طفلك اتجاهاتك هذه وينجح في التواصل مع الآخرين من تلقاء نفسه
يقول علماء النفس: الخجل صفة شخصية طبيعية تظهر في نحو 15% من الأطفال، وكثيراً ما يلاحظ الخجل عند البدء في المشي.
ومن بعض صفات الطفل الخجول: النظر إلى أسفل عندما يتحدَّث إليه الكبار، ويراقب الأطفال عن بعد ولا يختلط بهم، وهو يفضل أن يزوره الآخرون بدلاً من مواجهة بيئة جديدة، وبرغم ذلك قد يختبئ عندما يأتي زائرون إلى منزله وقد يبكي، وفي الأماكن غير المألوفة قد يلتصق بوالديه معظم الوقت، إضافة إلى ذلك فإنَّه يتقبَّل الأشياء بصعوبة.. مثل طعام جديد أو طريق جديد إلى مدرسته.
* صفة وراثية
وجد الباحثون أنَّ صفة الخجل من الصفات الوراثية، وعلى الوالدين اللذين لديهما طفل خجول، البحث في الأسرة عمَّا إذا كان أحد أفرادها - مثل العم أو الخال أو الجد وغيرهم - من الأشخاص الخجولين، وفي حالة تيقنهما من وجود هذه الصفة في أحد أفراد الأسرة فإنَّ ذلك سوف يسهِّل عليهما التعامل مع طفلهما.
* احتياجات الطفل الخجول تقول الدكتورة. سوزان إي جوتليب - استشارية طب الأطفال -: الخجل صفة وليس عيباً، فالطفل لا يختار أن يكون خجولاً، وليس له سيطرة على هذه الصفة، وقد يمارس الوالدان ضغوطاً على هذا الطفل لأنهم يعتبرون الخجل عائقاً فيكون رد فعلهما هو الصراخ في وجهه أو مضايقته أو دفعه إلى خوض المواقف الاجتماعية وهذا ما يشعر الطفل أن والديه خاب أملهما فيه أو أصابهما الغضب وهو ما يفقده ثقتَه بنفسه.
بمساعدة الوالدين يستطيع الطفل الخجول أن يصبح اجتماعياً، فهو في أمَسِّ الحاجة إلى المساندة في المواقف الاجتماعية فالناس والمواقف الجديدة يشكلان مصادر ضغط قوية فعلى الوالدين أن يأخذا في اعتبارهما ضرورة المكث معه في اللقاءات الأولى القليلة لمجموعة اللعب الجديدة عليه، ويمكن تخفيف أثر التكيف مع الحضانة، وإذا تمكن الطفل من مقابلة طفل أو طفلين من زملاء الفصل مسبقاً فإن رؤية وجوه مألوفة في أول يوم قد يحمي الطفل من الارتباك.
من ناحية أخرى فإن مساعدته على الحضور مبكِّراً إلى الأماكن الجديدة يخفف تلك الصفة قليلاً، كأن يحضر إلى نادي الكاراتيه قبل بدء الدرس والتمارين؛ وذلك لتبديد الشعور بالغربة للمكان، وحضورهما كذلك مبارياته؛ لإعطائه الشعور بأنَّهما معه، إضافة إلى مناقشته بشأن المباريات التي شارك فيها، وعن مقترحاته للمباريات القادمة.
ويستطيع الوالدان مساعدة طفلهما الخجول بالتفهم والمساندة والتعاطف وذلك من خلال إبراز مزاياه واستغلالها فإن امتلاك خبرة في أحد المجالات يمكِّن الطفل من التصرف بثقة ولو في ميدان واحد على الأقل. والطفل يسعده الحديث مع قرنائه عن أمر يعرفه جيداً، وبمجرد أن يقيم علاقة أولية مع الأطفال الآخرين لا تلبث العلاقات تزدهر. وقد يمثل له الأطفال الذين يصغرونه في البداية رفقاء لعب أفضل وأقلَّ تحدياً.
ثم إنه يمكن خلق نوع من الاهتمام بهذا الطفل؛ فإحضار كعكة عند زيارة الأقارب والأصدقاء سيولد انتباهاً إيجابياً، وغير ذلك من الأساليب توجد طريقة لعبور تلك اللحظات القليلة الأولى المحرجة، ثم يجد الطفل نفسه يتفاعل مع مَن حوله قبل أن يتيح له الوقتُ الانتقالَ إلى الخجل.
* الجانب الإيجابي
الطفل الخجول عند بلوغه مرحلة النضج سيكون أكثرَ ميلاً إلى التفكير العميق، ومدققاً في اختياراته قبل أن يتخذ أي إجراء. والطفل الخجول مراقب جيِّد للناس والأحوال، وكثير من الأطفال الخجولين يمتلكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين.
وأخيراً، فإن التنوع هو الذي يُضفي على الحياة متعتها، فليس كل شخص يستطيع أن يحيا حياته في مرح صاخب، فللأطفال الهادئين شديدي الملاحظة أدوار مهمة عليهم تأديتها ليكملوا صفوف الصحفيين والعلماء والكتاب في هذه الدنيا.
* حلول يسيرة
من المزعج أن يكون طفلك متشبثاً بقدميك في أثناء تجمع عائلي أو في إحدى الحفلات، في حين الأطفال الآخرون يلعبون ويمرحون، ولكن إذا أخذت الأمر بيُسر فسيتخطَّى طفلك هذه المرحلة بأمان، ويسهل عليه التواصل مع الآخرين والاندماج معهم، وفي هذا الصدد تنصحك الدكتورة (ميري والاس)
- الاستشارية النفسية للأطفال- بما يلي:
** تقبَّلي المرحلة التي يمر بها طفلك حتى يتقبَّلها هو أيضاً، وامنحيه حبك ليشعر بالأمان وبأنه ذو قيمة ويسهل عليه التواصل مع الآخرين.
** لا تجبري طفلك على الحديث مع الآخرين أو الاندماج معهم إذا كان لا يرغب في ذلك، وامنحيه وقتاً حتى يرتاح لهم.
** وفِّري له فرصاً كثيرة ليكون مع أطفال آخرين، ولا سيما المتصفين بالهدوء والمسالمة.
** نظِّمي له مواعيد للعب في منزله إذا كان هو المكان الذي يشعر فيه بالراحة.
** ألحقي طفلك بروضة للأطفال أو ناد، وهذا سيطور مهاراته الاجتماعية.
** أعدِّيه دائماً للمواقف الجديدة من قبل حصولها، كأن تخبريه عمَّن سيكون حاضراً، وماذا سيحدث، وساعديه على التركيز على الجانب الإيجابي للموقف، وناقشي معه ما يريد فعله عندما يصل الضَّيف.
** ربما يحتاج إليك طفلك لتُرِيهِ نموذجاً لطريقة بدء المحادثة، فعندما تتجه طفلةٌ نحو طفلتك يمكنك أن تقولي لها: أهلا بك ومرحباً، ما اسمك؟ ومع مرور الوقت سيخزن طفلك اتجاهاتك هذه وينجح في التواصل مع الآخرين من تلقاء نفسه