[size=25]الوحيد الذي يبكيني...فمن هو؟...
الطفل نعمة الحياة الكبرى...وبسمة الأسرة...وأمل الوالدين حتى يكبر...ولكن حين أراه منزوياً في عينه يحبس الحسرة، أبكي من دون تردد، وأتقدّم صوبه لأمسح تلك الدمعة التي سالت على وجهه، وأضحكه، وأمسح شعره، وأبلسم ألمه وأخفف عنه...
فمن هو الوحيد الذي يبكيني، ويرقّ له قلبي؟...إنه الطفل اليتيم الذي يبكيني لمجرد رؤيته أو التفكير به.
كان الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه يتيم الأب وهو لا يزال جنيناً، ويتيم الأم وهو ابن ست سنوات.
وعاش يتيماً وكان قدوةً وقائداً ونبياً ورسولاً، وأوصانا باليتامى خيراً، بل إن من يكفل اليتيم أو يمسح شعره، يدخل باذن الله الجنة، ولكن ما عجبت له هؤلاء الذين يبلعون في بطونهم نيران مال اليتيم، أو لهؤلاء الذين قست قلوبهم، فينظرون لليتيم بعين الشفقة والحسرة، أو من لا يكترثون لأمره، ليرموا به في غياهب مراكز الأيتام، أو يعاملوهم بقسوة أو يستغلوهم ليشحذوا عن طريقهم قوتهم وعيشهم، بئس العيش هو.
ولا عجب في زمن ضاعت فيه حقوق الأيتام وأكلت، والويل لآكل مال اليتيم.
الأب والأم نعمة من الله كبرى وعظيمة، وأنا أحمد الله على نعمته.
لكني جلست في الليل أتأمل وأفكر، في حال ذلك الطفل الذي حرم أمه وأبيه من الصغر، وأنا لا أتحدث عن حرمان الطلاق بل حرمان الموت، وحرمان الموت أقسى وأشد، وأعظم وأشد أثراً.
إنه شعور بغيض مقيت، أن يفقد الطفل تلك الكف الدافئة التي تمسح خده، والحضن الدافئ الذي يلجأ إليه،أن يبحث عن أمه، فلا يجدها، أو تكون أمامه شبحاً، لا يتحرك، ويناديها:"ماما...ماما..." فلا تجيبه، ويجيبه عوضاً عنها أباه، أو جدته.
كم هو صعب ألا يجد الطفل ملاذاً يحميه وقت الخطر، أو ناصح حريص وفيّ أمين.
هل فكرّنا يوما ما يعانيه ذلك الطفل أيام العيد، أو في المناسبات؟.
هل تساءلنا عن ذلك الأثر الذي يتركه الحرمان من الأب أو الأم أو الاثنين معاً على نفس ذلك الطفل اليتيم؟.
كم تبكيني دمعته حين تنحدر على خده، كم يحز قلبي نظرة الحزن التي يرمق بها أترابه، كم يعذبني التفكير بآلامه ومعاناته، لكن ما يعزيني أن ثمّة كثيرون من يرعون أمر اليتيم ولو بالخفاء، ويكفلونه، ما يعزيني أن هناك جنود مجهولين، يهتمون لأمر اليتيم.
لهؤلاء أوجّه الشكر والإكبار والتحية. وأهيب بكم هل من يمسح دمعة يتيم قريب منه أو بعيد؟. هل من فكر ولو بكلمة صغيرة مواساة اليتامى؟.
أظنكم كثيرون من لا يزال في قلوبكم الرحمة، وكثيرون من لا يزالون يفكر بشكل إنساني
[/size]الطفل نعمة الحياة الكبرى...وبسمة الأسرة...وأمل الوالدين حتى يكبر...ولكن حين أراه منزوياً في عينه يحبس الحسرة، أبكي من دون تردد، وأتقدّم صوبه لأمسح تلك الدمعة التي سالت على وجهه، وأضحكه، وأمسح شعره، وأبلسم ألمه وأخفف عنه...
فمن هو الوحيد الذي يبكيني، ويرقّ له قلبي؟...إنه الطفل اليتيم الذي يبكيني لمجرد رؤيته أو التفكير به.
كان الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه يتيم الأب وهو لا يزال جنيناً، ويتيم الأم وهو ابن ست سنوات.
وعاش يتيماً وكان قدوةً وقائداً ونبياً ورسولاً، وأوصانا باليتامى خيراً، بل إن من يكفل اليتيم أو يمسح شعره، يدخل باذن الله الجنة، ولكن ما عجبت له هؤلاء الذين يبلعون في بطونهم نيران مال اليتيم، أو لهؤلاء الذين قست قلوبهم، فينظرون لليتيم بعين الشفقة والحسرة، أو من لا يكترثون لأمره، ليرموا به في غياهب مراكز الأيتام، أو يعاملوهم بقسوة أو يستغلوهم ليشحذوا عن طريقهم قوتهم وعيشهم، بئس العيش هو.
ولا عجب في زمن ضاعت فيه حقوق الأيتام وأكلت، والويل لآكل مال اليتيم.
الأب والأم نعمة من الله كبرى وعظيمة، وأنا أحمد الله على نعمته.
لكني جلست في الليل أتأمل وأفكر، في حال ذلك الطفل الذي حرم أمه وأبيه من الصغر، وأنا لا أتحدث عن حرمان الطلاق بل حرمان الموت، وحرمان الموت أقسى وأشد، وأعظم وأشد أثراً.
إنه شعور بغيض مقيت، أن يفقد الطفل تلك الكف الدافئة التي تمسح خده، والحضن الدافئ الذي يلجأ إليه،أن يبحث عن أمه، فلا يجدها، أو تكون أمامه شبحاً، لا يتحرك، ويناديها:"ماما...ماما..." فلا تجيبه، ويجيبه عوضاً عنها أباه، أو جدته.
كم هو صعب ألا يجد الطفل ملاذاً يحميه وقت الخطر، أو ناصح حريص وفيّ أمين.
هل فكرّنا يوما ما يعانيه ذلك الطفل أيام العيد، أو في المناسبات؟.
هل تساءلنا عن ذلك الأثر الذي يتركه الحرمان من الأب أو الأم أو الاثنين معاً على نفس ذلك الطفل اليتيم؟.
كم تبكيني دمعته حين تنحدر على خده، كم يحز قلبي نظرة الحزن التي يرمق بها أترابه، كم يعذبني التفكير بآلامه ومعاناته، لكن ما يعزيني أن ثمّة كثيرون من يرعون أمر اليتيم ولو بالخفاء، ويكفلونه، ما يعزيني أن هناك جنود مجهولين، يهتمون لأمر اليتيم.
لهؤلاء أوجّه الشكر والإكبار والتحية. وأهيب بكم هل من يمسح دمعة يتيم قريب منه أو بعيد؟. هل من فكر ولو بكلمة صغيرة مواساة اليتامى؟.
أظنكم كثيرون من لا يزال في قلوبكم الرحمة، وكثيرون من لا يزالون يفكر بشكل إنساني